صورها لراقصات الباليه في مواقع بيروت التراثية

مؤسسة فرقة "لي باليه دو بيروت "كارلا ضو: "دريم بلان دو" مفكرة يومية بأبعاد فنية وثقافية هامة

نظّم سنتك على وقع خطوات الباليه الأنيقة من قلب بيروت الجميلة.هذا ما يدعوك اليه مشروع "دريم بلان دو"
الذي يفرد على صفحاته صورا لراقصات الباليه بأزيائهن الخاصة، يتنشقن رحيق العاصمة ويلقين الضوء على امكنتها وذاكرتها فيضيئ فن الرقص على المعالم التاريخية والتراثية وحتى الحديثة للمدينة . الراقصات ينتمين الى فرقة "ليه باليه دو بيروت " التي أسستها كارلا ضو راقصة الفن الجميل والمدربة عليه.فما هو المشروع "دريم بلان دو"؟ كيف تم ّاختيار الصبايا والاماكن البيروتية ، والى ماذا تصبو الفرقة بعد؟

مع المؤسسة ومديرة المشروع كارلا ضو كان حوار "الافكار" حول المشروع الثقافي المميز...
في الواقع ، كمدربة حياة ومديرة فنية في الاستوديو ، استوحيت الفكرة تقول كارلا من "مشروع باليه عالمي" و "باليه في المدينة" لتصوير راقصات الباليه في بيروت. تمّ المشروع على مرحلتين:مرحلة اولى تم في خلالها التقاط الصور من قبل مصورين محترفين في سبع عشرة مكانا مميزا في بيروت على مدى ثلاثة أيام،هي
مجموعة الصور المأخوذة كبيرة للراقصات بوقفات الباليه المعتادة كبيرة ولم تنشر كلها ، علما اننا حصرنا التصوير على مساحة العاصمة، وكانت الصبايا الأربعة عشر تتحضرن منذ الصباح، وهن في أعمار تتراوح ما بين الثامنة والثامنة عشرة، في المستويين المتقدم والمتوسط من الرقص، وقد استثنينا فئة الأصغر سنا هذه المرة علما انهن موجودات في الفرقة بعدد لا بأس به

وتكمل كارلا:.المرحلة الثانية كانت لإعداد ال"دريم بلان دو"وهو عبارة عن دفتر يومي مصغر شبيه بالاجندة ، استغرق حوالي الستة اشهر لاعداده مع مرحلة اختيار الصور وتقسيم الاجندة بحسب السنة الى اربع مربعات، بحيث فردنا فيها مساحة لكتابة الاهداف العريضة لحاملها، اكانت اهدافا صحية ام دراسية او فنية او ابداعية او غيرها. يمكن تعريفها بالقول انها "مُنظِم عملي وهادف "، ترافق الفرد منا في يومياته أكان موظفا ام عاملا أوتلميذا، يكتب عليها ما يبغي انجازه في اليوم او الايام التالية ،وفيها نترك المجال للتعبير الحر. في صفوفي لتعليم الباليه مثلا فانني استخدمها في الجانب التعليمي اذ ندوّن عليها ما تم درسه ،وما يجب التمرين عليه مجددا في المنزل حتى ان تلامذة الجامعات الذين شجعوها بقوة، يستعينون بها لتدوين امتحاناتهم ومواعيدها وايام العطل والسفر الى ما هنالك

تستقطب ال"دريم بلان دو" مختلف الأعمار وتبعث من خلال صور الباليرينات فيها على الحماس والحيوية والانطلاق لايام جديدة ،فتعطي دفعا إيجابيا لحاملها ، كما انها تضم "كوتس" ،هي عبارعن جمل قصيرة تدعو الى التفكيرفي مجالات مختلفة تهدف الى التمكين وبناء القدرات والشجاعة والطموح .في "دريم بلان دون" نوع من التطوير الشخصي حتى،اذ من خلال تدوين ما ينجزه الفرد عليها للعودة اليه لاحقا يستطيع رسم خط بياني عن حاله ،فضلا عن صفحات مخطط أسبوعي يمكنك عليها كتابة قائمة المهام المراد اتباعها. طبعنا حوالى الف نسخة ، وهي مقبولة الحجم جدا يمكن ان ترافقنا في اي حقيبة

ونسأل كارلا :
لكن ، وان كان الحث على تمكين المرأة جزء من مشروعكم لماذا استبعدتم الراقصين الشباب ، وهم ايضا يساهمون في رسم صورة حلوة عن الفن الجميل في بيروت ؟
ضغطنا بالوقت... ربما لا حقا ..كذلك يمكننا ان نخرج من بيروت في صورنا مع الباليرينات .. ففي لبنان اكثر من موقع اثري وتراثي مهم ويمكن الاضاءة عليه

وللعقل...تمريناته
ولما نقول لكارلا بان مشروعها جريئ اليوم مع وجود " الديجيتال" والهواتف الذكية التي أصبحت هي ذاكرتنا التي لا غنى لنا عنها مستفسرين منها عن جدوى العودة الى الورقة والقلم تجيب صاحبة الفكرة:
هنا بيت القصيد .فأنا ك "مدربة حياة" (لايف كوتش) هدفي أن اشجع الناس على الورقة والقلم التي ما عدنا نستخدمها في يومياتنا علما ان هذا خطأ كبير.فتمرين العقل هو واجب تماما كتمرين اي عضلة من عضلات الجسد حتى يبقى يقظا متألقا، فلا نكتفي باستخدام اصبعنا على الاجهزة الذكية. من الهام جدا ان ندوّن بيدنا لائحة أهدافنا ،وما نريد تحقيقه من انجازات حتى نسعى الى تحقيقها ،كما انه من الجائز جدا ان نطلقها كتطبيق عبر الهاتف المحمول لاحقا

مجموعة أهداف
إبتغينا من خلال" دريم بلان دو"تحقيق مجموعة اهداف تقول قارلا وتوجزها كالتالي

أولاً الاضاءة على جمال مدينتنا وتحفها العمرانية والشعبية تراثية او الحديثة ،وعلى جمال راقصات الباليه بلباسهن الأنيق امامها

ثانياً، تسليط الضوء على موضوع "تمكين المرأة" فلا تكون جميلة فقط ،انما قوية ومتمكنة كراقصات الباليه. فهذا الفن الذي يعد الاعرق،اكتسب تقنياته من تطبيق نظام صارم في التدريب والتجارب على مدى أكثر من أربعة قرون، واعتمدت تقنياته على جعل الجسم يتحرك بأكبر قدر ممكن من المرونة والسرعة والرقاشة والاهم السيطرة .انه لياقة جسدية وفكرية أكثر منه رقصا تقليديا

ثالثاً، وهو هدف اساسي ايضا ، الدعوة من خلال هذه الصور الى الحث على الاستمتاع بجمال المدينة وبالتالي رسالتنا هي في الحفاظ عليها وعلى تراثها وجوها وحمايتها من العنف البيئي والعمراني او الاجتماعي او حتى السياسي فكلنا ابناؤها على اختلاف مشاربنا وانتماءاتنا وادياننا وهي القلب الحاضن لنا جميعا

اما الهدف الأخير فهو دعم رقص الباليه في لبنان ،وتحديدا فرقة "ليبان باليه" التي اسستها ، وذلك من خلال تجيير الجزء الذي يعود بالارباح من جراء شرائها الى دعم برنامج التدريب المستمر للراقصات واحياء الورش الفنية حوله وقد نقوم بها هذه المرة في فرنسا ان تمكنا من ذلك

باليه ...شرقي

وتشرح كارلا المراحل التي قطعتها لتأسيس الفرقة

رقص الباليه هو شغفي منذ صغري.علّمته في المركز الثقافي الروسي لمدة خمسة عشر عاما،بعدها أردت أن أتطور في عملي ضمن مجاله فكان الاستوديو الخاص بي ومن ثم انبثقت فكرة افتتاح مركز لانواع التدريب والرقص المختلف وكانت من ضمنه فرقة" لي باليه دو بيروت" خاصة ان هذا الفن لا يلقى دعما كافيا في لبنان، ولا مجالات للعمل فيه، فيضطر الراقص او الراقصة الى عمل آخر أساسي يكسب منه لقمة عيشه ،ويضحي الباليه جانبا ثانويا. لقد كانت الأصداء على تأسيس الفرقة كانت جد إيجابية وهذا مشجع، وكان حفل الافتتاح ممتازا بحيث قدمنا باليه شرقيا اخترناه من باليه شهرزاد وادخلنا فيه موسيقى"قدك المياس" و"سيمفونية" للرحابنة سجلوها مع الاوركسترا في كييف فضلا عن موسيقى من "الف ليلة وليلة".وقد بدأنا نطلب الى حفلات عديدة،بينها الزفة أمام العروس او افتتاح مهرجانات وغيرها، وهذه فاتحة خير

وعما إذا كانت تخشى على فن الباليه في لبنان، او على وجهه الكلاسيكي المعروف مع ما يدخل عليه من جديد حتى من خلال بعض التمارين الرياضية تشرح كارلا

لا خوف عليه على الاطلاق.عالميا هو فن راسخ ومتجذر والحفلات فيه تكون محجوزة بالكامل.في لبنان أيضا لا خشية عليه ولو أن الجو ليس ملائما جدا له بسبب ما ذكرته سابقا من غياب لفرص العمل فيه. لكنه، وحتى اليوم يشكل الرافد الاول لكل انواع الرقص فاذا ما رأيت راقصا يجيد أي نوع كال" هيب هوب "او رقص الصالونات او اي نوع آخر ، وتسأله عن بداياته فسيقول لك بأنه تعلم أصول الباليه أولا

وأهمية هذا الفن في اي مجتمع ،تتخطى حدود الغنى الثقافي الفردي، والتوازن الجسدي الفكري للشخص ،والتركيز على حركاته والتعبير عن شعوره من خلال حركة جسده وليونة عضلاته وحس الايقاع لديه الى الثقة بالنفس والتواصل الافضل مع محيطه ، ما ينعكس على الجو العام ايضا . فهذا النوع من الرقص يتعدى الشخصي الى ما هو جماعي عام ،وهو يفتح آفاق المجتمع على ثقافات اخرى وانواع اخرى من الفنون لا سيما الموسيقى الكلاسيكية او الحديثة والمعاصرة التي ترافقه
اما بالنسبة الى استخدامه في برامج جديدة من التنحيف واللياقة فهذا الامر ايجابي جدا ومن حول العالم كله كمثل ال
BARRE METHOD
وقد بات هذا الأمر معتمدا اليوم للراشدين كما للصغار أو كمثل
PILATES METHOD
مثلا ،وهي الطريقة التي باتت منتشرة على نطاق واسع جدا حاليا ،وهي كناية عن نظام للنشاط البدني الذي طور في أوائل القرن العشرين من قبل عاشق الرياضة وجسد الإنسان ، جوزيف بيلاتيس، وهي طريقة تمارس على السجاد مع أو بدون ملحقات أو استخدام الأجهزة ،تهدف إلى تطوير العضلات العميقة ، وتحسين الموقف ، وتوازن العضلات والاسترخاء المشترك لصيانة أو تحسين أو استعادة الوظائف الجسدية.وفي ايامنا ،حيث بات المظهر العام يحتل حيزا هاما يتهافت الجميع الى هذه البرامج ، ويشكل" ال "سترتشينغ" (التمديد) الذي يرافق الباليه مثلا محطة اساسية لجسد ممشوق ولين ، كما انه يساعد على اتخاذ الوضعيات الصحية الصحيحة للظهر والرقبة ، لذلك فان حسناته اكثر من ان تحصى

Back
صورها لراقصات الباليه في مواقع بيروت التراثية